علم النفس المدرسي: المشكلات المدرسية الشائعة


مسابقة توظيف الأساتذة 2016
الامتحان الشفوي لمسابقة الاساتذة 2016

بعد ما اعلن الديوان الوطني للامتحانات و المسابقات عن نتائج الاختبار الكتابي في مسابقة الاساتذة ، ينتقل كل الناجحين الى المرحلة الثانية من المسابقة و هي الاختبار الشفوي و سنوضح لكم في هذا الدرس اهم المشكلات المدرسية الشائعة  و التي قد تسألون عنها في الاختبار الشفوي .

عنوان المداخلة: تعليمية المادة و طرائق التدريس 
محور المداخلة: المشكلات المدرسية الشائعة 


يعرف علم النفس المدرسي: على أنه احد فروع علم النفس يهدف إلى تقديم خدمات نفسية بطريقة مباشرة للأطفال والمراهقين من أجل تنمية صحتهم النفسية ونموهم و تطورهم التربوي من طرف المعالج النفسي و الإرشادي و التربوي.
يعد علم النفس المدرسي تجسيدا مميزا للجانب التطبيقي لنظريات علم النفس الحديثة، حيث انتقل " علم النفس المدرسي " إلى الميدان الحقيقي للتعلم (المدرسة) وذلك بهدف التعرف من قرب على خصائص التفاعل بين عناصر الموقف في هذا الميدان ( المتعلم، المعلم، عملية التعلم و محتواها من علوم ومعارف مختلفة) وذلك بهدف التعرف و الاكتشاف المبكر لأي مشكلة تعرقل سير العملية التعليمية أو تعرقل تفاعل عناصر الموقف التعليمي معا، من أجل العمل على معالجتها، ومن ثم نشأت ضرورة وجود الخدمات النفسية في المواقف التربوية حتى يسهل التعرف على المشكلات قبل أن تزداد تعقيدا.
يقوم علم النفس المدرسي على الافتراض القائل بأنه: " كلما اكتشفت المشكلة بشكل أسرع سهلت معالجتها " أو كلما كانت المعالجة قريبة زمنيا من حدوث المشكلة تكون فرصة نجاح المعالجة أفضل هذا الافتراض يؤكد ضرورة وجود خدمات نفسية في المواقف التربوية حتى يسهل التعرف على المشكلات قبل أن تزداد تعقيدا، و بالتالي يصعب معها الحل أو العلاج.


لم تعد العملية التربوية في المدارس كما كانت في العصور الماضية فالتطور العلمي و الحضاري و التكنولوجي الهائل و الكبير الذي حدث خلال مدة زمنية قصيرة القى بظلاله الايجابية و السلبية على عملية التعلم في المدرسة، مما ادى غلى ظهور مشكلات تربوية في المدرسة تختلف من حيث الكم و النوع عن المشكلات التي كانت سائدة في ازمان ماضية و بالتالي فإن البحث عن أساليب سمكن عن طريقها إجراء معالجتها تربوية شاملة مطلب تربوية فماهي المشكلات المدرسية ؟ ما خصائصا ؟ ما انواعها ؟ كيف نبي برنامجا ارشاديا علاجيا ؟

  1. تعريف المشكلة:
    1. لغويا: مشكل: المشكل هو الأمر الصعب و الملتبس.
قال الزهراوي:" توالت عليها النائبات فكلما ترحل عنها مشكل حل مشكل".
و عند الأصوليين: " هو ما لا يفهم حتى يدل عليه دليل من غيره و الخنثى المشكل هو ما لا يتبين من أي الجنسين هو ؟ ذكر أم أنثى، "م" مشكلة ، "ج " مشاكل.
كما تعرف بأنها: ظاهرة تتكون من عدة أحدث ووقائع متشابكة بعضها بالبعض لفترة من الوقت. و يكتنفها الغموض و اللبس، تواجه الفرد يصعب قبل معرفة أسبابها و الظروف المحيطة بهاو تحليلها الوصول إلى اتخاذ قرار بشأنها.
في علوم التربية: مشكل هو وضعية يواجهها الفرد دون ان تكون لديه خطة ممنهجة تساعد على ايجاد الحل " كونتوفيسكي".  
و منه المشكل معناه كل ما يعترضنا من صعوبات و لابد من ايجاد حلا لها او جواب صحيح.
في علم النفس: المشكلة هي كل موقف غير معهود، غير مألوف: لا تكفي لحله الخبرات السابقة و السلوك المألوف. لذلك يشعر الفرد إزاءها بشيء من الحيرة و التردد و الضيق يحمله على الخروج و التخلص منه.
ضمن بيداغوجية الكفاءات: هي وضعية مبنية بكيفية يعجز المتعلم عن حلها بمجرد الاسترجاع و التطبيق من هذا المنظور لا يمكن الحديث عن اكتساب المتعلم لكفاءة ما إلا حين يعمل و يواجه وضعية مشكلة جديدة ذلك أنه من أحد العناصر الأساسية للكفاءة هو القدرة على التكيف مع الوضعية الجديدة و التصرف معها بفعالية.
و المشكلة تعني: " موقفا مربكا، سؤالا محيرا يواجه المتعلم و يجعله يشعر بالحاجة إلى التعامل مع هذا الموقف او حل ذلك السؤال في الوقت الذي لا يملك فيه امكانات أو خبرات مخزنة في بنيته المعرفية تمكنه من تحقيق ذلك بصورة فورية أو روتينية .... و قد لا يصل للحل بسرعة و سهولة، بل يتطلب منه ذلك جهدا معرفي او مهاري لبلوغ أهداف". 
و المشكلة على أنواع منها النظري و العلمي و الشخصي و الاجتماعي.....الخ. فما المشكلة المدرسية؟
المشكلة المدرسية:
  1. موقف معقد تعجز فيه قدرات المتعلم عن التصدي لها بفعالية مناسبة بما يعوق أداه الاجتماعي و يحد من توافقه الدراسي.
  2. هي الموقف الذي لا تستطيع قدرات المتعلم مواجهة ما يعوق تحصيله الدراسي بفعالية مناسبة و الذي يؤثر على حياته الدراسية و العامة.
و يمكن تقسيم المشكلات المدرسية إلى قسمين:
  1.  قسم يتناول المشكلات التي توجد في المجتمع المدرسي، مثل صعوبات التعلم ،التأخر الدراسي فرط النشاط و اضطراب الانتباه و الأوتيزم (التوحد) ،الرسوب المدرسي، التسرب و السرقة........الخ.
  2. قسم يتناول المشكلات الأسرية ذات التأثير في المدرسة و منها: العنف، العدوان، المخاوف و الانطواء...............الخ.
التأخر الدراسي:
مدخل:
إن مأساة التربية تأتي من بعض الاعتقادات الخاطئة الشائعة بين المعلمين عن تكون فكرة سيئة مجرد ملاحظة بعض جوانب التأخر في تحصيل بعض التلاميذ بدون الرجوع إلى وسائل قياسه موضوعية. كما ان التسرع في اصدار الحكم على ذكاء و غباء التلاميذ لمجرد أنه حصل على درجات منخفضة يؤدي غلى عواقب وخيمة قد تعمل على ضياع مستقبل بعض التلاميذ و لأن تمة فروق فردية، علينا أن نكشفها و ان نواجه تلاميذنا في ضوء القياس السليم. و لأن التعليم يمثل مشكلة في كل أسرة فإن موضوع التأخر الدراسي يشد اهتمام المعلمين في مراحل التعليم المختلفة، فما هم التأخر الدراسي؟     
1.1- تعرفه لغة: تأخر، يتأخر، تأخرا، الشيء عن غيره، جاء بعيدا عنه. قال تعالى:" ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر".
2.1- اصطلاحا: مصطلح التأخر الدراسي يعني ان عجلة الانجاز في المواد الدراسية تعاني من وجود بعض المشكلات التي تؤخر التلميذ عن مواصلة مخططات الانتقال من فرقة دراسية لأخرى.
لقد ساعدت نظريات البناء العقلي في وضع الأساس العلمي لتشخيص و قياس التأخر الدراسي وذلك على أساس إمكانية قياس العوامل العقلية التي توصل إليها كل من " ترستون" و " سبيرمان".
و قياس على تلك العوامل فإن العوامل فإن التحصيل قد يمتد ليشمل جميع مواد الفرقة الدراسية " جميع المواد المقررة"، و من تم يكون التأخر الدراسي عاما، و قد يشمل فقط فئة أو طائفة من المواد الدراسية و يصبح التأخر في هذه الحالة طائفيا، و قد يشمل مادة دراسية محددة دون غيرها و في هذه الحالة يكون التأخر الدراسي خاصا.
لا يعتبر التلميذ متأخرا دراسيا إلا إذا كانت نسبة ذكائه أقل من المتوسط، و في نفس الوقت يميل تحصيله إلى المستوى المتوسط.
خصائص المتأخرين دراسيا: 
  1. الخصائص الجسمية:
يتضح من الأبحاث و الدراسات أن مجموعة المتأخرين دراسيا لأسباب خلقية أو ولادية يكونون أقل نموا في المتوسط من أرانهم العاديين من حيث النمو الجسمي و العقلي إلا أنهم لا يختلفون عنهم من حيث الحاجات و الانفعالات أو الدوافع و الرغبات الجسمية أو الجنسية، و قد يبدو المتأخرين أحيانا أطول قامة و أضخم بنية من أقـرانهم في نفس الصف الدراسي، و لكن ذلك يرجع إلى أنهم قد يكبرون بعام أو اثنين نتيجة لتخلفهم في الصف الواحد أكثر من عام دراسي، وهذا لا يعني عدم وجود حالات فردية يتفوق فيها بعض المتأخرين دراسيا من حيث النمو الجسمي على أقرانهم العاديين و ترتفع نسبة الإعاقة السمعية والبصرية بين المتأخرين دراسيا عنها بين الأفراد العاديين و المتفوقين، مما يوحي بوجود علاقة بين هاتين الاعاقتين و بين التأخر الدراسي، و النشاط الجسمي مما قد يوحي بوجود علاقة بين القصور في النمو أو في الوظائف الجسمية و بين التأخر الدراسي.
  1. الخصائص العقلية:
 تدل الابحاث التي اجريت على التلاميذ المتأخرين دراسيا لأسباب خلقية أو ولادية على وجود خصائص عقلية معينة تمييزهم عن العاديين، و لكن هذا لا يعني ارتفاع درجة التشابه بين المتأخرين، فهم كمجموعة يختلفون عن بعضهم البعض اختلافات شاسعة من حيث الخصائص، وهم ليسوا على درجة واحدة من التجانس العقلي، فقد يصل الفرق بين تلاميذ الفصل الواحد من المتأخرين إلى سبع سنوات من العمر العقلي. أما الخصائص العقلية التي تميزهم بصفة عامة فمنها: ضعف القدرة على التفكير الاستنتاجي، و ضعف القدرة على حل المشكلات التي تحتاج إلى المكونات أو المعاني العقلية العامة، و يعاني هؤلاء التلاميذ من قصر الذاكرة، أي عدم القدرة على اختزان المعلومات او الاحتفاظ بها لفترة طويلة.
ويبدو ذلك جليا عند تكرار الأعداد أو الجمل التي يطلب غليهم تكرارها عقب سماعها و التي يرددها اقرانهم العاديون دون صعوبة، و يتصفون ايضا بسطحية الادراك، وضعف القدرة على الحفظ أو الفهم العميق، و يؤدي ذلك بطبيعة الحالة إلى عجز عن الاستفادة من الخبرات و التجارب التي سبق لهم تعلمها، كما انهم بصفة عامة أقل تقديرا للعواقب او إدراكا لنتائج أعمالهم.
و ينبغي أن يلاحظ أنه على الرغم من هذه الخصائص العقلية التي تحد من قدراتهم على التعلم إلا أنه يمكن تعليمهم و إعدادهم للاعتماد على أنفسهم و على تنمية مهارات يستطيعون بها مواجهة الحياة، و يتراوح الحد الأقصى للعمر العقلي لهؤلاء المتأخرين دراسيا خلقيا أو ولاديا بين 11 و13.5 سنة تقريبا.
  1. الخصائص الانفعالية:
كثيرا ما يؤدي الفشل و الشعور بالنقص و ما يصاحبه من شعور بالنبذ من المدرسة أو المنزل إلى الإحباط المتكرر قد يدفع البعض منهم إلى أن يكون عدوانيا نحو زملائه و نحو المدرس أو المدرسة بصفة عامة و قد يدفع البعض الآخر إلى أن يكون انطوائيا يهرب من المدرسة أو المجتمع ككل، و كثيرا ما تكون اتجاهات هؤلاء التلاميذ نحو أنفسهم و نحو المدرسة أو المجتمع اتجاهات سلبية، و قد يصل الحال ببعضهم غلى درجة اليأس او تقبل ذواتهم على فاشلون أو منبوذون، و في هذه الحالة قد يصعب تعديل سلوكهم كما يصبح الأمل ضعيفا في جدوى العلاج معهم.
و تفيد الدراسات أيضا أن المتأخرين دراسيا أقل تكيفا من أقرانهم العاديين إلا أن الفرق ليس كبيرا، أما من حيث الخصائص الشخصية التي تعتمد على القدرات العقلية إلى حد ما كالابتكار و القيادة، و حب الاستطلاع و نحوها فهم أقل من العاديين، و أما  غير ذلك من الخصائص كالأنانية و الطاعة، و الاعتماد على الغير و نحوها فهم لا يختلفون فيها كثيرا عن أقرانهم العاديين. و يلاحظ أن أن دوافع هؤلاء التلاميذ نحو العمل و التحصيل تكاد تكون معدومة نتيجة لما تقدمت الإشارة إليه من إحباط و سلبية في الاتجاهات و تصور سلبي للذات، و تضاعف الخصائص الانفعالية لدى المتأخرين من حدة هذه المشكلة، كما تلقى عبتا ثقيلا على أكتاف المرشدين النفسيين و غيرهم ممن يتصدون للعلاج.
  1. الخصائص الاجتماعية:
تدل الأبحاث التي أجريت على بعض مجموعات المتأخرين على التأخر الدراسي ليس وقفا على بيئة معينة أو على مستوى اقتصادي أو ثقافي معين، و لكنه قسمة عامة، و قدر مشترك، و يوجد بين الفئات و الطبقات بصرف النظر عن مستوياتهم الاقتصادية و الاجتماعية، ولكن بعض الدراسات تؤكد حدوثه بين الطبقات العليا، ففي دراسة أجراها هافجهرست وجد أن 80% من عينة التلاميذ المتأخرين كانوا من الطبقات الدنيا و تدل الدراسة المشار غليها على وجود علامة بين العوامل الاجتماعية و الثقافة و بين التأخر، ولكن هذا لا يعني أن هذه العوامل هي كل أسبابه.
أما السلوك الاجتماعي للتلاميذ المتأخرين فيميل إلى السلبية، و يعتبر العدون أو الانطواء أبرز مظاهره. ويقل هؤلاء عن العاديين من حيث الرغبة في تكوين الصدقات و في القدرة على الاحتفاظ بها، كما يسهل انقيادهم للمنحرفين و الخارجين على القانون. وقد يجدون في الانحراف تنفيسا عما يحسون به من نقص، و قد تشبع تلك الجماعات في التلاميذ المتأخرين ما عجزت المدرسة عن اشباعه من الحاجة إلى الانتماء و التقبل و تحقيق الذات و الاحترام و نحوها، أما البعض الآخر و الذي يميل إلى الانطواء فقد يهرب من مواجهة المشكلة أو ينتهي به الأمر  إلى الاصابة ببعض الأمراض النفسية.
ومما ينبغي ملاحظته انه لا توجد علاقة مباشرة بين التأخر الدراسي و بين الانحراف أو الجريمة و كل ما في الأمر أن المستوى العقلي المنخفض الذي يصاحب مشاعر النبذ و النقص و الاحباط وسلبية  الاتجاهات نحو الذات يسهل انجذاب هؤلاء التلاميذ إلى عصابات المنحرفين، بل قد يشكل هؤلاء من انفسهم تلك العصابات التي يجدون فيها تعويضها و تنفيسا عما يحسون به من الآم نفسية و نبذ اجتماعي، فالعلاقة ليست مباشرة أو لزومية و لكنها علاقة غير مباشرة، و قد يتعرض الطفل السوي أو المتفوق لما يتعرض له المتأخر إذا ما ألمت به نفس المشاعر بسبب المدرسة أو الأسرة أو بسبب ظروف اجتماعية.                             
دور الاخصائي النفسي: الاخصائي النفسي المدرسي هو أفضل مسؤول يمكنه القيام تقييم تحصيل التلاميذ. لذلك الاخصائي الناجح لابد أن يمتلك لنفسه " بنكا " للأسئلة في كل مقرر دراسي  يدرسه في إعداده حتى قبل تخرجه، حيث وضع امتحانات تحصيل موضوعية في المادة الدراسية بحيث تتضمن أسئلة تتدرج من أبسط الأشياء لتصل إلى أصعبها في ضوء معايير الفرقة الدراسية التي يعمل فيها.
أسباب التأخر الدراسي:
إن التلميذ هو محور العملية التعليمية لذلك فإن اسباب التأخر الدراسي لابد أن تكون في محيط التكامل مع التلميذ وهي:
  •  أسباب تعزى إلى الأسرة (مشكلات اسرية خاصة كالطلاق، المستوى الاقتصادي، حجم الأسرة، اهمال الوالدين).
  • أسباب تعزى إلى المدرس والمدرسة( عدد التلاميذ دخل الفصل، الإمكانات).
  • أسباب تتعلق بالتلميذ نفسه(حواسه، أمراض تعرض لها، غذاؤه، مكونات شخصيته، القلق، التوتر، الاضطراب، الانفعال).
تعتبر مشكلة التأخر الدراسي من المشكلات الشائعة التي يعرفها جميع المدرسين و الآباء الذين يعاني تلاميذهم أو أطفالهم من قصور في التعلم و نقص في الأداء المدرسي، و ضعف في دافعية التعلم و تخلف عن زملائهم ممن هم في مثل أعمارهم.
وهنالك أساليب متعددة لعلاج التأخر الدراسي و ذلك لتعدد العوامل المؤدية إليه و من بين هذه الأساليب ما يلي:
  1. الأسلوب الجسمي؛
  2. الأسلوب العصبي؛
  3. الأسلوب الاجتماعي؛
  4. الأسلوب النفسي.
  • أما الأسلوب الأول فيهتم بالنمو الجسمي و بالنمو الحركي والتوافق أو التأز العضلي العصبي و كذلك بالحواس المختلفة. واهم مجالات العلاج عن هذه الطريق ما قامت به " يوجين روتش "و" كيفارت " من وضع نظرية تتابع مراحل النمو الادراكي و تسلسلها بطريقة هرمية تتبنى فيها العمليات الإدراكية الأولى في الطفولة المبكرة. و قد قدم الباحثان نموذجا يوضح تتابع النظام الإدراكي و حركته الديناميكية، و تفاعله، و التداخل الذي يتم بين العمليات الادراكية في نفس الوقت، و على مدى مراحل النمو، كما قرر الباحثان أهمية تكوين الأسس فقد يؤدي إلى إعاقتها و بالتالي إعاقة العمليات العقلية المهنية عليها. و لذا فمن الضروري معرفة مكان الخطأ أو الحلقة التي توقف عندها تتابع نمو السلسلة الإدراكية، حتى يمكن تصحيح هذا الخطأ و استئناف عملية تتابع النمو الادراكي من جديد، و ذلك عن طريق التدريبات الحركية المختلفة التي صممها الباحثان للكشف عن نواحي القصور و علاجها. و تشمل هذه التدريبات ما يلي:
  1. تدريبات المشي- إلى الأمام- إلى الخلف- إلى الجانبين؛
  2. تدريبات على القفز؛
  3. على أجزاء الجسم؛
  4. للتوافق العضلي و العصبي و تقليد الحركات؛
  5. تفادي العقبات أثناء الحركات و ضبط التوازن؛
  6. اللياقة الجسمية العضلية؛
  7. المكان والاتجاه و التمايز العضلي العصبي؛
  8. الرسم بالطباشير- رسم الدائرتين؛
  9. الكتابة الإيقاعية و التعرف على التوافق العضلي البصري اليدوي؛
  10. حدقة العين في جميع الاتجاهات؛
  11. رسم الاشكال و نسخها.
يؤكد المؤلف على نجاح هذه التدريبات في الكشف عن الخطأ في المكونات الادراكية الأولى و في علاجها.
  • أما الأسلوب العصبي فيؤكد أهمية المخ و الجهاز العصبي المركزي في عملية التحصيل الدراسي و خاصة في القراءة، و يقرر أنه في حوالي سن الرابعة ينبغي أن تتم سيطرة أحد جانبي المخ و قيامه  لوظائف ضبط السلوك الحركي و أن يكون الجانب الأخر غير عامل- فإذا جدث و كان الجانبان عاملين بدراجة واحدة أو متقاربة ترتب على ذلك اضطراب في التوافق العضلي العصبي، وقد يفشل الطفل في تنمية الجانبين، أي أنه لا يصبح بعد أيمن أو أيسر، و قد يؤدي  ذلك إلى اختلال في التوافق الحركي البصري، الذي يظهر أثره في الاعاقة اللغوية و في التخلف في القراءة و الكتابة وبالتالي الدراسي.
  • أما الأسلوب الاجتماعي فيهتم بالبيئة و اثرها على نمو الطفل بصفة عامة وما فيها من عوامل سلبية تسبب التأخر الدراسي، و يحاول هذا السلوب دراسة الحالة الاجتماعية و اقتراح التغيير او التعديل الضروري لعلاج الحالة.
  • و يجمع اسلوب الارشاد النفسي بين هذه الأساليب و يأخذ  في عين الاعتبار جميع النواحي الجسمية و الحركية و الاجتماعية و الانفعالية، و يهتم بنمو الطفل ككل، فهو في الحقيقة أسلوب متكامل، حيث يجمع المعلومات عن الجوانب السابقة و يتطلب اشتراك الأخصائيين للمختلفين في عملية التعرف على التلميذ المتأخر، و في عمليات التشخيص و العلاج، و يقوم المرشد النفسي المدرسي في هذا الأسلوب بدور الوسيط الذي يتحمل مسؤولية جمع المعلومات الضرورية من بقية الأخصائيين و دراستها.
  • ومقد يعقد جلسة مشتركة تجمع بينهم لدراسة الحالة و اصدار الحكم ووضع خطة للعلاج، و لا يقتصر عمل المرشد النفسي المدرسي في مواجهة مشكلات التأخر الدراسي على عمليات التعرف وعمليات التشخيص و العلاج، و لكنه يمتد يشارك في عمليات تجميع التلاميذ داخل الفصول الدراسية واختيار المنهج و طريقة التدريس التي تلائم المتأخرين، و يستثمر و جودهم بالمدرسة فهو يوجههم تربويا و مهنيا و يعدهم نفسيا لمواجهة الحياة و التكيف مع المجتمع، شأنهم في ذلك شأن غيرهم من التلاميذ العاديين.
   صعوبات التعلم:
مدخل: يعد موضوع صعوبات التعلم من الموضوعات الجديدة نسبيا في ميدان التربية الخاصة حيث كان اهتمام التربية الخاصة سابقا منصبا على أشكال الاعاقات الأخرى كالإعاقة العقلية و السمعية والبصرية و الحركية، و لكن بسبب ظهور مجموعة من الاطفال الأسوياء في نموهم العقلي و السمعي و البصري و الحركي و الذين يعانون من مشكلات تعليمية فقد بدا المختصون في التركيز على هذا الجانب بهدف التعرف على مظاهر صعوبات التعلم و خاصة في الجانب الاكاديمية والحركية و الانفعالية، لذا فإن مجال صعوبات التعلم من المجالات التي شغلت الآباء و المربين و الباحثين في ميدان التربية الخاصة إذ إنه يتعرض لدراسة الخصائص المميزة لقطاع كبير من تلاميذ المدرسة و التعرف على طبيعة تلك الصعوبات التي يعانون منها ووضع انسب استراتيجيات ز أساليب التدخل العلاجي لتخفيف حدة تلك الصعوبات قدر الامكان.
تعريف صعوبات التعلم:
إن مفهوم صعوبات التعلم يشمل مجموعة كبيرة من الأطفال الذين لا يدخلون ضمن (الأطفال المعوقين) و لكنهم بحاجة إلى مساعدة لاكتساب المهارات المدرسية و تضم هذ الفئة أفرادا ذوي نسبة ذكاء متوسط أو حتى ما فوق المتوسط، ومع هذا يعانون من مشكلات تعليمية تجعلهم يتعثرون في تحصيلهم الدراسي. و هناك بعض الخصائص المشتركة و إن تفاوتت في نسبتها بين الأطفال ذوي الصعوبات التعليمية.
  1. أن تكون الصعوبة ذات طبيعة خاصة، و ليست ناتجة عن حالة إعاقة كالتخلف العقلي، أو الإعاقة الجسمية، أو الانفعالية،  أو المشكلات البيئية.
  2.  أن تكون لدى الطفل شكل من أشكال التباعد أو الانحراف في اطار نموه الذاتي في القدرات، كما هو الحال في جوانب الضعف و القصور.
  3. أن تكون صعوبات التعلم التي يعاني منها الطفل سلوكية كالتفكير أو تكوين المفاهيم، أو التذكر، أو النطق، أو الادراك أو التهجي، أو الحساب. وما قد يرتبط بذلك من مهارات.
  4. أن تكون مركز الثقل في عملية التمييز، و التعرف على حالات صعوبات التعلم الخاصة من وجهة النظر السيكولوجية و التعليمية.
تعريف الطفل الذي لديه صعوبات تعلم:
اختلف العلماء في تعريف الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم و ذلك بسبب صعوبة اكتشاف هؤلاء التلاميذ على الرغم من وجودهم بكثرة في كثير من المدارس. إن هؤلاء التلاميذ هم حقا فئة محيرة من التلاميذ لأنها تعاني تباينا شديدا بين المستوى الفعلي التعليمي و المستوى المتوقع المأمول الوصول إليه، إذ نجد أن هذا التلميذ من المفترض حسب قدراته و نسبة ذكائه التي قد تكون متوسطة أو فوق المتوسط بإمكانه الوصول إلى السنة الرابعة ابتدائي أو الخامسة لكن نجده في الواقع لم يصل إلى هذا المستوى، فمن هو الطفل الذي يعاني صعوبات التعلم؟
هو طفل لا يعاني (إعاقة عقلية، أو حسية، سمعية، بصرية أوحرمانا ثقافيا أو بيئيا، أو اضطرابا انفعاليا) بل طفل يعاني اضطرابا في أساس العمليات العقلية أو النفسية التي تشمل (الانتباه و الادراك، و تكوين المفهوم، و التذكر، و حل المشكلات) يظهر صداه في عدم القدرة على تعلم القراءة و الكتابة والحساب وما يترتب عليه سواء في المدرسة الابتدائية أو فيما بعد من قصور في تعلم المواد الدراسية المختلفة، لذلك يلاحظ الآباء و المعلمون أن هذا الطفل لا يصل إلى المستوى التعليمي نفسه الذي يصل له زملاؤه في نفس السن على الرغم مما لديه من قدرات عقلية و نسبة ذكاء متوسط أو فوق المتوسط.  
صفات أو مظاهر الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم:
إن الأطفال (الذين يعانون صعوبات خاصة بالتعلم) هم أولئك الطفال الذين يعانون من قصور في أساس واحدة أو أكثر من العمليات النفسية التي تدخل في ( فهم ) أو (استخدام) اللغة (المنطوقة) أو ( المكتوبة).. و فيما يلي الخصائص التي تعتبر الأكثر شيوعا لدى هؤلاء الأطفال:        
  1. الحركة الزائدة: تمييز بشكل عام الأطفال الذين يعانون من صعوبات مركبة من ضعف الاصغاء و التركيز، كثرة النشاط، و الاندفاعية، و يطلق على تلك الظاهرة باضطرابات الاصغاء و التركيز و الحركة الزائدة،. وتلك الظاهرة مركبة من مجموعة صعوبات تتعلق بالقدرة على التركيز و بالسيطرة على الدوافع.
  2.  اضطرابات في الاصغاء: تعتبر ظاهرة شرود الذهن، و العجز عن الانتباه، و الميل للتشتت نحو المثيرات الخارجية، من اكثر الصفات البارزة لهؤلاء الأفراد. إذ أنهم لا يميزون بين المثير الرئيسي و الثانوي. حيث يميل الطفل من متابعة الانتباه لنفس المثير بعد وقت قصير جدا، و عادة لا يتجاوز أكثر من عدة دقائق. فهؤلاء الأولاد يبذلون القليل من الجهد في متابعة أي أمر، أو أنهم يميلون بشكل تلقائي للتوجه نحو مثيرات خارجية ممتعة بسهولة، مثل النظر عبر نافذة الصف، أو مراقبة حركات الأولاد الآخرين.
  3. صعوبات لغوية مختلفة:لدى البعض منهم صعوبات في النطق، أو في الصوت و مخارج الأصوات، أو في اللغة المجكية. حيث تعتبر الدسلكسيا ( صعوبات شديدة في القراءة)، و ظاهرة الديسغرافيات ( صعوبات شديدة في الكتابة)، من مؤشرات الإعاقات اللغوية.
  4. الاندفاعية والتهور: قسم من هؤلاء الأطفال يتميزون بالتسرع في اجاباتهم، وردور فعلهم، و سلوكياتهم العامة، وقد يتسرع في الاجابة على الاسئلة المعلم الشفوية، أو الكتابية قبل الاستماع غلى السؤال أو قراءته.
  5. صعوبات في الذاكرة: يوجد لدى كل فرد ثلاثة اقسام رئيسية للذاكرة، وهي الذاكرة القصيرة، و الذاكرة العاملة، و الذاكرة البعيدة. حيث تتفاعل تلك الأجزاء مع بعضها البعض لتخزين و استخراج المعلومات و المثيرات الخارجية عند الحاجة إليها. الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعليمية، عادة يفقدون القدرة على توظيف تلك الأقسام أو بعضها بالشكل المطلوب، و بالتالي يفقدون الكثير من المعلومات مما يدفع المعلم إلى تكرار التعليمات.
  6. صعوبات في التعبير اللفظي( الشفوي): يتحدث الطفل بجمل غير مفهومة أو مبنية بطريقة خاطئة و غير سليمة من ناحية التركيب اللغوي، هؤلاء الأطفال يستصعبون كثيرا في التعبير الشفوي، إذ نجدهم يتعثرون في اختيار الكلمات المناسبة، يكررون الكثير من الكلمات، و يستخدمون جملا متقطعة، و أحيانا دون معنى.
  7. صعوبات في فهم التعليمات:  التعليمات التي تعطى لفظيا و لمرة واحدة من قبل المعلم تشكل عقبة أمام هؤلاء الطلاب، بسبب مشاكل التركيز و الذاكرة. لذلك نجدهم يسألون المعلم تكرارا عن المهمات أو الأسئلة التي يوجهها للطلاب. كما أن البعض منهم لا يفهمون التعليمات المطلوبة منهم كتابيا، لذا يلجأون إلى سؤال المعلم أو تنفيذ التعليمات حسب فهمهم الجزئي، أو حتى التوقف عن التنفيذ حتى يتوجه إليهم المعلم و يرشدهم فرديا.
  8. صعوبات في تكوين علاقات اجتماعية سليمة: عن أي نقص في المهارات الاجتماعية للفرد قد تؤثر على جميع جوانب الحياة، بسبب عدم قدرة الفرد لأن يكون حساسا للآخرين، و ان يدرك كبقية زملائه قراءة صورة الوضع المحيط به. لذلك نجد هؤلاء الأطفال يخفقون في بناء اجتماعية سليمة.
  9. عدم ثبات السلوك: أحيانا يكون الطالب مستمتعا و متواصلا في أداء المهمة، أو في التجارب و التفاعل مع الآخرين، و أحيانا لا يستجيب للمتطلبات بنفس الطريقة التي ظهر بها سلوكه سابقا.
  10. البطء الشديد في اتمام المهمات: تظهر تلك المشكلة في معظم المهمات التعليمية التي تتطلب تركيزا متواصلا و جهدا عضليا و ذهنيا في نفس الوقت، مثل الكتابة و تنفيذ الواجبات البيتية.
  11. صعوبات في التآزر الحسي – الحركي: عندما يبدأ الطفل برسم الأحرف أو الأشكال التي يراها بالشكل المناسب أمامه، و لكنه يفسرها بشكل عكسي فإن ذلك يؤدي إلى كتابة غير صحيحة مثل كلمات معكوسة، أو كتابة من اليسار لليمين أو نقل أشكال بطريقة عكسية هذا التمرين أشبه بالنظر إلى المرآة و محاولة تنفيذ شكل أو القيام بنقل صورة تراها العين بالشكل المقلوب.   
جميع الحقوق محفوظة لــ مدونة التربية و التعليم الجزائرية 2015 ©